
في الآونة الأخيرة، أصبحت ظاهرة التدخين الإلكتروني، أو ما يعرف بالفيبينغ، منتشرة بشكل كبير في الإمارات العربية المتحدة. وهذا ليس بالأمر الغريب، فهذه الظاهرة تجتاح دول العالم، ولا يختلف الحال في دول الخليج العربي. ولكن ما هي الفوائد والمخاوف التي تحملها هذه الظاهرة في ظل الثقافة الشرقية؟ وكيف يتعامل الإماراتيون مع هذه الظاهرة وتأثيرها على المجتمع؟ في هذا المقال، سأتحدث عن التدخين الإلكتروني في الإمارات العربية المتحدة وأهميتها وآثارها على المجتمع.
معلومات عن السجائر الإلكترونية
لقد انتشرت ظاهرة التدخين الإلكتروني في العالم بشكل كبير خلال العقد الأخير، ولاسيما في دول الغرب، وسرعان ما انتقلت هذه الظاهرة إلى البلدان العربية. ومن بين هذه الدول، دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي انتشر فيها الفيبينغ بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة. ويعتبر التدخين الإلكتروني بديلاً آمناً وأقل تكلفة للتدخين التقليدي، مما جعله يحظى بشعبية كبيرة بين الكثير من الشباب في الإمارات.
لكن ما هي الفوائد الحقيقية للتدخين الإلكتروني؟ وهل يشكل خطراً على صحة المدخنين والمجتمع بشكل عام؟ هذه الأسئلة هي التي تثار عندما نتحدث عن التدخين الإلكتروني، وهذا ما سنبحث عنه في الأسطر التالية.
للبداية، دعونا نتعرف أولاً على ماهية التدخين الإلكتروني. يتكون جهاز الفيب من بطارية، وخراطيش تحتوي على سائل يتم تسخينه عن طريق عنصر سخان، مما ينتج سائلاً يشبه الدخان يسمى بخار. وهذا البخار هو ما يتم استنشاقه بدلاً من الدخان الضار في التدخين التقليدي. ويعتبر الفيب بديلاً للتدخين التقليدي، وهو أكثر أماناً لأنه لا يحتوي على العديد من المواد السامة والمهيجة التي توجد في التبغ، مما يجعله خيارًا أفضل للمدخنين الذين يرغبون في الإقلاع عن هذه العادة الضارة.
أما عن الآثار الإيجابية للتدخين الإلكتروني على الصحة، فقد أظهرت الكثير من الدراسات أنه يساعد في الإقلاع عن التدخين التقليدي، وبالتالي يحسن من صحة المدخنين ويقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والرئة والسرطان. كما أنه يقلل من انبعاث الدخان السام في البيئة، مما يحمي غير المدخنين من الآثار الضارة للتدخين السلبي. ولم ترصد دراسات شاملة حتى الآن أي آثار سلبية للفيب، مما يدعم فكرة أنه أكثر أماناً من التدخين التقليدي.
ولكن على الرغم من هذه الفوائد، فإن هناك مخاوف تثار بشأن التدخين الإلكتروني وآثاره على المجتمع والشباب خصوصاً. فمن غير المنطقي أن نتجاهل حقيقة أن الفيب يحتوي على النيكوتين، المادة المهيجة الموجودة في التبغ والتي تسبب الإدمان، وهذا يعني أن الفيب يمكن أن يساعد على إنتقال مدخني التبغ السابقين إلى الإدمان على النيكوتين من جديد. وبالتالي، فإنه من المهم تنظيم هذه الظاهرة وتوفير المعلومات اللازمة للمدخنين للحد من آثارها السلبية.
وفي الإمارات العربية المتحدة، تعتبر الحكومة من أوائل الدول في المنطقة التي قامت بتنظيم التدخين الإلكتروني، وذلك من خلال منع بيع الشيشة الإلكترونية ومستلزماتها للأطفال دون سن الـ18 عاماً. كما أنها تتبع سياسة صارمة تجاه التدخين في الأماكن العامة والمواقع المخصصة للتدخين، مما يساهم في حماية المجتمع من التدخين السلبي.
ولكن على الرغم من هذه الإجراءات الوقائية، فإن الفيب ما تزال تثير ردود فعل متباينة في المجتمع الإماراتي. فهناك من يرى أنها تقدم خياراً آمناً وأقل تكلفة للمدخنين، بينما يعتبرها آخرون خطراً على الشباب ومن يخشون انتشار هذه العادة بين الأطفال والمراهقين. وبالتالي، يجب على الحكومة أن تعمل على وضع قوانين منص